كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: مهدي درويش وعبود زين ومحروس
المقام: جنس بياتي دوكاه ، الإيقاع: رزحة ( 8/ 12 مرفع + هاجر + مرواسين)
نقدم هذه الأغنية بلحنها القمنداني الأصلي بصوت مهدي درويش بحسب ما قدمه الشاعر عبدالله هادي سبيت في برنامجه لإذاعة عدن: (القمندان شاعر وفنان).. وبصوت عبود ومحروس لنرى كيف تغير اللحن من رقص عقائدي إلى احتفالي غرامي.
من بعدما سار الهَلِيْ روحي تعب
مني مسـاكْ الخيـر يالغصن الرطبْ
وقمري البانه سجــــع سلّى الكَرِبْ
يا حــبّـــة التينــةْ وعنقـــود العنب
مَن شاف ما يكره يفـارق مَن يحبْ
وانا فــؤادي في الهوى ودّف حَنِبْ
يا اهل الحسيني بأ قـداكم با انتسبْ
دوبـي ببـــاب الدار واقفْ وين هِبْ
ظمـــان اسقــوني معـــــاكم قب قب
وبـأ سبـــــول البُّرْ ما بأ شي الكَنِبْ
صبّي على حيـط الحسيني وا سُحبْ
مَرعَىْ دواء العشاقْ والمحنون طِبْ
بَذْلَحْ صفاء يَهْل الحسيني با انتسب
بأ شُهـد في فنجـــــان بأ شيرة ورِبْ
يا ورد يا كـــــــاذي ويا زهـر الطنِبْ
بـــردان دفـّــــــوني مكبـكَـبْ مُشْتَلِبْ
واحنا سِوى أهـــل الحسيني ما نحب
ســــلام يا غــانـي منقّـشْ مُختَضِـب
يا رمـــح غسّـــاني تسـلّي المُستلِبْ
سلَبتْ أهـــــــل الود والحَيْـط الورِبْ
كـــــــــذاب ذي يـشـنــــاك لمّا يقتلب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: دوبي: دائماً وأنا. هِب: أذهب. قب قب: رشفة برشفة. الكَنِب: نوع من زراعة الحبوب. مكفكف ومكبكب مشتلب: متجمع حول نفسه يرتعد من شدة البرد. الحَيْط: البستان. الحسيني: بستان واسع بلحج مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين هي:بستان الحسيني والرمادة وقرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس الأشجار والفواكه من الهند. وقد احتوى البستان على اشجار متنوعة من الفاكهة والرياحين. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها عن لحج، وآخرون.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: أحمد يوسف الزبيدي: ( 1920 ـــ 1991 ) من أوائل المطربين في لحج. هو أخ المطرب صالح يوسف وكانا بمعيّة الموسيقار فضل محمد اللحجي. صوته شجي وفي أدائه التزام. من أشهر أغانيه: من شعر الأمير صالح مهدي العبدلي ولحن الأمير محسن احمد مهدي: (يقولوا لي نسي حبك وليه تجري وراه)، (في الهوى جايز) و( على الحسيني سلام) و(ناجت عيوني) ؛ ومن شعر عبدالله هادي سبيت: (النوح والأشجان) ومن شعر ولحن محمد سعد صنعاني: (من عيد الى عيد). ومن ألحانه وشعر يسلم بن علي باسعيد: ( فين بتروّح) ، (كم رأس مالك) ، (متى الإقلاع يا طيار) ، (القلب في حيرة) و(مقصودي)، (سهوم المحبة)، (إشاعة حب يا دكتور) (أكل العنب حبه حبه)...؛ ومن كلمات الأمير محسن صالح مهدي (أنت وحدك بس) ولحن الزبيدي سجلها على اسطوانات قثمي فون ، ومن شعر ولحن محمود السلامي:(ساكت ولا كلمة).. انتقل إلى السعودية واستقرّ بها وتوفي هناك عام 1991م.
المغني: مهدي درويش فرْدين العزيبي ( 1944 ــ 2008 ). ولد بحوطة لحج حارة مساوى. درس في المدرسة المحسنية، ثم اشتغل ممرضاً بمستشفى الحوطة. هو مطرب مقل مجيد ، وله صوت مُطرِب ومُفرح، إعتمد عليه الأستاذ عبدالله هادي سبيت عند توثيقه لألحان لحج وإيقاعاتها المتعددة. بدأ الغناء صغيراً عام 1956م؛ وكانت أولى أغنيه (يا للي تركت الدمع) وغناها على مسرح (البادري) بعدن ونال بها شهرة واسعة.. ثم انقطع عن الغناء لظروف اجتماعية لفترة. وبعدها عاد ليضيف إلى ديوان الغناء اللحجي روائع أخرى منها: (حالي يا عنب رازقي) و( يقولوا لي الهوى قسمة). .مات عام 2008 في الحوطة.
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه أما هو فجماهيره تلقبه يــ (الربان). ولد عبود عام 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على عدة آلات منها آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا عنه (بمجلة الثقافية) وصحيفة (الأيام) مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و"فرحة العود في طرب عبود”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ