شريط

3‏/7‏/2023

طرب لحجي: بانجناه

كلمات: عبدالله هادي سبيت ، لحن وغناء: فضل محمد اللحجي 

تكاد تكون قصيدة ابن هادي سبيت هذه تاج الشعر العربي في موضوع القطن، فهي على عاميتها لا تدانيها قوة تعبير وتصوير إلا قصيدة خليل مطران "هدايا العروس" التي قالها في القطن وجانياته. بل أين خطرة صبية مطران من "تدرج" صاحبة ابن هادي. وإذا كان لصبيه مطران الجانية "نهدان عصيان" فللعاملة اللحجية ردف ثقيل يرتج، ونهدان يوحدان ارتجاجهما معه ـــــ بانجناه .. 

            بانجناه            

بانجنـــــاه

بانجنـــــاه من غصنه / واهـابوي من حسنه / يشفي القلب من حزنه

بانجنى الذهب الأبيض / لا يــــدوَلْ ولا يأرَضْ / عـــاده لا دَوَل بـيّـض

وسْط البــــــودرة تلقـاه / والخــــــدين  تتلقـــاه / محــلاهم ويا محـلاه

محلاه في الخدود البيض/ بس القلب ما بيريض/ يشتي دايماً تمريض

يا محـــــــلاه في المحلج / كم له من مليح أبلَج / يـرمي به ويــــدرّج

والخـــــــدين  تـتـضــرّج / والنهـــدين تترجرج / والملهوف يتحرجج

كسرة:

عهد الصفا والوفا هيهات يتبدل/ نقضي السمر في القبل / لما يجي الفجر الأول

ذا صـــــافي من البـرعم / لا يــدحش ولا يدرم / فوق الجرح ما يؤلم

كسرة:

لا بأ المطرز بتلّه لا ولا المخمل/ بأ ثوب من ذي الوصَل / جـــــاهز متـلّـل مكمّل

بفعل لذا البدر منّه مقرمه ململ / ذي داخـــل القلب حَــل / باجـــدد العهــد الأول

*  *  *

بانجناه

يامحلاه في المكبسْ / يترصرص ويتجلّس / يسلم لي الذي أسّسْ

منه ليتنــا نلـبـــسْ / أبيض ناعم الملمس / يسلم لي الذي غرّس

 

ـــــــــــــــــــــــــ

المفردات: لا يدوَل ولا يأرض: لا يصير قديماً ولا تأكله الأرضة يريض: يستقر ويصبر. يدّرّج: يتدرّج أي يمشي دلالاً. يتحرجج: يثجمد الدم في عروقه. لا يدحش ولا يدرم: لا يبخش ولا يجرح. لا بأ: لا أبغي. المخمل: نوع من الثياب المطرزة بالتل. المقرمة: طرحة تضعها المرأة اليمنية على رأسها.

الشاعر والملحن اللحجي ابن هادي سبيت

الشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م..  نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.

الموسيقار فضل محمد اللحجي2الملحن: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة  عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غناء: فضل محمد اللحجي