مقالة اليوم
قصيدة الومض الحباحبي
أين اليَرَاع من اليراع ؟
-------------------------
د. جمال السيّد
بعد موضة قصيدة (الهايكو) التي هي وجدان ياباني خالص ، شاهدنا شيوع لون جديد من الكتابة يسميه أصحابه (قصيدة النثر). فقلت: أنا كقارئ وكمتأدّب أعترف بالشعر وبكل أشكاله قديمها وحديثها، من الأهزوجة والقصيدة وحتى الموشح والطقطوقة وما بينهما وما بعدهما ، وأقبل أنواع الشعر غزلاً أو مديحاً أو هجاء .. كل ما جاء تحت باب الشعر فهو شعر ، ويبقى النثر نثراً. فما كان النثر يوماً شعراً ولن يرتقي إلى مقام القصيدة، بل أني أجري رأيي على غرار سجعة الشاعر الإنكليزي كبلنج فأقول: الشعر شعر والنثر نثر ولن يستويا.
وما كدنا نطل برؤوسنا على الصفحة مرة أخرى، حتى طلع علينا أهل الفيس بموضة " شعرية" غربية ثالثة سموها " القصيدة الومضة" .. وهذا الترف العبثي الغربي له ظروفه ومحيطه ، وهو عند الجادين الغربيين يعتبر " هوجة " أدبية طارئة .. تلقاها المفسبكون من العرب العاربة والمستعربة بحفاوة فهي فرصة تجعل المغمور لامعاً مصقولاً .. والشهرة في عصر الانترنت مطلب إنساني ملح.
في هذا الصدد كتب صديقي ( الندى قطر المآقي .. دمع لَعْيَان ).
فقلت هذه خطرة حلوة وتعبير جميل لكنها ليست قصيدة .. وان سميتها (الومضة).
وبكلمة مختصرة: "القصيدة الومضة" هي ومضة شعرية خنفسية عصماء تلمع في الديجور كلمعان الحباحب ليلة تصطف ذكورها على أشجار الغابات وتضيء لثانية واحدة تؤشر ليراعاتها الإناث عن مكان تواجدها ...
أين اليراع من اليراع؟