كلمات: إبراهيم عمر شيخ ، لحن: علي حسن الكيلة ، غناء: فيصل علوي وعبود زين
هذا صوت (ربان الطرب) يؤنسني في بلاد الهندي .. في غناء عبود غنىً يملأ الوجدان بهجة وسعادة وغبطة حتى حلّ العتاب ؛ وفي عوده ريحة العود والمسك ورنات نبض القلب وقد انطرب .. وحين يدخل هرج ( بنأ ) في وتر ( تبن ) تشوف حلا قلب الشاعر صالح الدميح ، و"يابوي حلالي".. وحين تعانق عود عبود كمنجة مراد سرور ، وتدخل (الوهط) في (بيت عياض) تخالني متكئاً على (كود عورره) أو في (رواد الشُّقْف).. عافاك أيها الوهطي الحالي كالمشبك والمكركر ، النادر كهريس المجاذيب والعالي بيرق فرح وانشراح ـــــ وجيت ثاني تباني سامحك؟!
جيت ثـــــاني بعــد هجـرك جيتني
بعدما نكّـــــــدتني العيــش الهني
جيت تبكــي تبـــــــاني سامحـــك
وا ذي فَــــــوش ما عـــــــذبتني
* * *
بعــــد غـــدرك جيتني تسـأل علي
جيت تحلف لي بأنــــــك مُلـك لي
مقصـــــدك معــروف ما باتنطلي
حيلتـــك يـا ذا .. وأنا قلبي ضني
* * *
جيت ثـاني وأنت أنت اللي قسيت
أنت ذي ولّيت سكته ، ليه جيت؟
ليه تجرحني وانا ذي قـــد نسيت
أنك أنته يـــــــوم قــــــد ولّعتني
* * *
لأجل هــــذا قلت أنا ما عاد باك
محتمل انساك والقى لي سواك
روح أترجــــــــاك نسّيني جفاك
لك جزيـل الشكر لو ساعــدتني
* * *
كلما بلقــــــــاك با اتذكّر هواك
با اذكر أيـــامي وتعذيبي معاك
روح أترجـــــــاك نسيني جفاك
ما تفكــــــر بالـــذي با يصيبني
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: فَوش: جاوز الحد، ولا صبر عليه. ما عاد باك: ما عدت أبغاك، أريدك.
الشاعر: إبراهيم عمر شيخ. شاعر غنائي رقيق من أبين. من أغنياته ( جيت ثاني تباني سامحك ) و ( مانسيته ما نسيت اللي نساني ) وهما من لحن علي حسن الكيلة وغناء فيصل علوي.
الملحن: علي حسن الكيلة. ملحن معروف من أهل أبين، وهو صهر المطرب الشهير محمد محسن عطروش. الكيلة بارع في التلحين. في الحانه شجى ابين وشجوها وخضار قلوب أهلها العاشقة.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
المطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: " الوهط دار المسرة"، " الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ