قد كدنا قصيص
----------------
أحجام الأشياء إلى تناقص وصغر وكذا الإنسان، تحول الديناصور إلى دجاجة والكمبيوتر الذي أول صناعته كان بحجم غرفة صار بحجم الكف بل واتسع هذا الصغير الحجم ليضم تلفزيون وإذاعة وتلفون وطابعة وكاميرا وحاسبة .... وكذا في الطعام فالروتي الصندوق اقترب من أن يصبح بحجم السيجار الكوبي .. أحسن صديقي علي باشماخ تصويره.
ولما زرت قريتي في الحرب عام 2015 لاحظت أواني الماء قد صغر حجمها عما كانت عليه في صغرنا .. وأواني الماء في لحج تصطف من الأكبر إلى الأصغر هكذا: (الزير) وهو الجرة الكبيرة التي تملأ بالماء للاستحمام ويكون ثابتاً، ثم (الكدّ) ويكون بنصف حجم الزير وهو ثابت في المنزل ويستخدم للشرب ولا أذون أو دلال له، ويُغطى بجونية أو شملة ليبقى ماؤه بارداً ، ثم (الجحلة) وهي التي تحملها المرأة على وركها وتجلب بها الماء من البئر ، ثم (القِشْوَة) وهي جحلة صغيرة للبنات الصغار بحجم القصيص الذي يُطبخ فيه اللحم ، ثم (الكوز) وهو ما يمكن أن يستخدمه الفرد الواحد ويشرب منه مباشرة.
لقد لاحظت الكدّ في قريتي قد صغر وصار أقرب إلى حجم القصيص ونبتت له أذنان كقصيص اللحم ليمسك بهما حين انتشاله من التنور ــــ قد كدنّا قصيص !