شريط

3‏/8‏/2023

طرب لحجي: البدريّة

كلمات: الأمير أحمد فضل القمندان ، لحن وغناء: فضل محمد اللحجي

المقام: جنس بياتي على درجة النوى ، الإيقاع: مَيحة

في أربعينات القرن الماضي دارت في لحج وعدن وحضرموت رحى مجادلات طويلة بين أنصار الطرب ورجال الدين فنشر الأمير العبدلي مقالة :"فصل الخطاب في إباحة العود والرباب" يجادل فيها السيد محسن العطاس صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب"، كانت فيها الغلبة لبدريّة القمندان كما قال الباحث البريطاني روبرت سرجنت في كتابه: (نثر وشعر من حضرموت).  وفي هذه الأغنية يحتفل القمندان وتفوح من حروف قصيدته فرحة النصر لفن الغناء.



طلعت بـــــــدريّةٌ بين الحسانْ  * بعيــــــــونٍ ســـود

فتكتْ في القلب طعنــاً بسنــانْ * لحظهــا المحـــدود

كنت يا قلبي من العشق مُصان * مـن لظى لَخْـــدود

فاتقيهـا بدمـــوع العـــــــاشقين * واصحب البــاكين

*  *  *

حرّقتْ في القلب أكبـاد الحُذُور * كلُّهــم مَهْـيـــــوشْ

أو مشَتْ يوماَ وظلّتْ بالحَرور *  أذعنَ (المطنوش)

والقُريشي أسرتْ فيه الذكـور * من بني الشـاؤوش

جـــلّ مَن أنشـأ من ماءٍ مهينْ * حوريـــــــــاتٍ عِين

*  *  *

أدريتــــمْ كيـف ذا الظبي سبى * ذئبَ (أهـــــل البان)

وأتى (حَيْطَ الجُبيْلي) فــاختبى * غصن في الأغصانْ

فتجلّى بعــــــــدها ظبـي الخبا * وأتـــــــى (سفيــان)

فتنَ الســــــادةَ فيهـا أجمعين * دخلــــــوا فـي الدين

*  *  *

غنْ يا هـادي نشيد أهـل الوطن * غَـنّ صـوت الدان

"مرحباً بالهاشمي"يجلي الشجن * يُذهِبْ الأحـزان

ومن البستـــان طيب اليـاسمين * صــاحب النسرين

*  *  *

مَلكٌ كالبــــدر ، بل هـــذا أجـــل * أصلـهُ من نـــــور

كـــــاد يفنينا الهوى لولا الأمـلْ * في وصــال الحور

فشلَتْ سحر (النُّفَيلي) والحِيَــل * سجـدتْ (طهرور)

ما الذي نعمـــل قــــل للذاكرين * فـي الحَشَـا سجّين

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

نثر وشعر من حضرموت

* الأغنية عن أسطوانات جعفر فون.

** أنظر كتاب المستشرق د. روبرت سارجنت (نثر وشعر من حضرموت) ترجمة سعيد محمد دحي ، مراجعة وتدقيق محمد عبدالقادر بامطرف. منشورات المكلا ابريل 1980م، ص 49. الغريب أن هذا الكتاب ، وبعد مرور 32 سنة من تاريخ ترجمته لايزال في ترجمته العربية على الإستنسل بالآلة الطابعة وفي نسخ محدودة جداً ولم يصدر عن دار نشر لتعميمه؟!

المفردات: لَخْدود: أي الخدود جمع خد. الحذور: قبيلة الحَذْوَري الحوشبية. مهيوش: مسلوب. الحرور: ج حرّة وهي بلدة حوشبية تقع شرق قرية الشقعة يسكنها آل المطنوش؛ وقد عُرف عن سلطنة الحواشب افتتانهم بطرب القمندان. القريشي: قرية لحجية يسكنها السادة آل الشاؤوش. آل البان: من قبائل لحج ومساكنهم في قرية الحمراء شرق الحوطة. حيط الجُبيل: بستان في قرية سفيان. سفيان: قرية تنسب إلى الولي الشيخ سفيان بن عبدالله ويقام له هناك مولد سنوي. هادي: هو المطرب هادي سعد النوبي خال الشاعر عبدالله هادي سبيت. الدان: فن الموال اللحجي. مرحباً بالهاشمي: عنوان أغنية لحجية قديمة من غناء فضل ماطر بجبل عقربي. النسرين: ورد أبيض (فارسية). لِحْسان: اسم ساقية يستقي منها بستان الحسيني المشهور. بنة الأبنوس: رائحة شجر الابنوس. شيرين: هي بنت ملك الأرمن التي فضلها كسرى عن سواها. النُّفَيلي: هو رب عائلة النفّيلة وكبير قرية طهرور وشيخها.

القمندان3الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في إباحة العود والرباب"(طبعتان 1938و 1941م،  و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد  محسن العطاس الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).

مطرب لحج الكبير فضل  محمد اللحجي1المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة  عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غناء: فضل محمد اللحجي