في ذكرى أبي نادر الثالثة
الدكتور عبدالكريم . . الأديب الرضي
---------------------------------
كان أ. د. عبدالكريم أسعد قحطان طالباً نبيهاً متفوّقاً ،كان اسمه أول اسم خطيته في كشف الخريجين من دبلوم صبر ــ لغة عربية عام 1986يوم كنت مسجلها، وحفظت اسمه دون أن أراه. ثم أكمل البكالوريوس في التربية ـ عدن ثابتاً على المركز الأول ، وتابع دراسته حتى نال الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة صنعاء. ثم زاملته وقد صار محاضراً في الكلية ..
وفي العام 2000 عين عميداً لكلية التريية ـ الضالع، وشرع يبحث عن معلمين يشبهونه ــ والندّ يفرح بالندّ . جمع لكليته الناشئة خيرة المحاضرين : د. مبارك الخليفة وسميرة عبدالعزيز ود. طاهر ود. مهيوب ود. علي شهاب ود. نديم ... وفي طريق جمعه دخل ابن الصافا مكتب رئيس الجامعة وطلب ضمي إلى المغطين ..... وصعدت باص كلية التربية ـ الضالع محاضراً ورئيساً شرفياً لقسم الإنكليزية بمثل راتب (الفراشة كاتبة) لسبع سنوات ...
في بيئة قاسية وظروف غير مستقرة وضع الصافئي اللبنة الأكايمية الأولى كي يؤسَّسُ عليها .. وجعل الكلية تشتعل نشاطاً وبحثاً.
قضيت هناك سبع سنوات تغدّيت فيها مرّة واحدة في منزل د. عبدالكريم عصيد شعيبي، ثم مرة أخرى صعدت إلى مجلسه في الشقة أعلى غرفتي بدار الضيافة وقيّلت عنده .. وكان بي محتفياً مرحباً وأديباً يدرك سرّ من أدركته حرفة الأدب ..
نبت أبو نادر في (الصافا) ، وطلع أديباً وأكاديمياً صافي التفكير ونادراً لا يشبه أقرانه .. في كتبه شغل أدبي يستقيم على بركار النقد العلمي، كاتباً ومحققاً : ديوان شعر قاسم سعد بلعيد ــ بلاغة التشكيل الدلالي والإيقاعي في شعر سبيت ــ جماليات الوقف في خطاب الشعر العربي ونقده ــ حوار النص نص الحوار .
عاش عبدالكريم طالباً نبيهاً ومعلماً متمكناً وشريفاً ، وأديباً مرموقاً ، وأكاديمياً ملء مقعده؛ ومات راضياً، كتب في صفحته حين أصدر كتابه الأخير: " أنا راض عن نفسي وبما أنجزت".
رحمة الله عليك أيها الأستاذ الدكتور الفاهم والنجيب العالم، والأديب الشريف الرضي وغفرانه ورضوانه ــــ
ألا سقى الله قبرك بغيث من الوسميّ قطرٌ ووابلُ !
.
------------
* 1 سبتمبر 2021 الأربعينية الأولى