الشيخ فضل الحُميدي .. شيخ السقو المبروك
(1934-2003)
------------------------------
كلما دفّر وادينا (تُبَن ــ Tuban) بالسيل تذكرت الشخ فضل عوض الحُميدي صاحب المجحفة، تذكرت خبير هندسة الري والإرشاد الزراعي ؛ وكيف "روّنت" البركة في قلب ذاك الرجل وعقله .. فإلى خبرته في الري ومعرفته لأسرار الوديان وأعبارها ومشارجها وعتومها ومشاعبها ، وللأرض وأفقارها وأسوامها، كانت له كلمة سحرية مسموعة لدى كلّ المزارعين على الواديين: الصعير والكبير؛ فلا تجد متبرّماً لا من شيوخ الأعبار ولا من المزارعين أهل السقو . كان سرّ طاعتهم له: وجه صبوح سالي، وصدر حالم حليم يضمّ بداخلة المحبة لأهله وناسه .. ولسان مرح يقطر بشهد الكلام، ويسند القول بالفعل.
كان فضل عوض الحميدي نجم الري والزراعة في كل لحج . كان شيخاً مقدّرا. حضرت مجلسه / مقيله مرتين أخذني إلى هناك ابن أخيه أنور سعيد عوض الحميدي. دخلت المربعة (غرفة من لبن قديمة) ووجدته مقيلاً مع ثلة من المزارعين يهرجون في أمور الزراعة والسقو والمواسم والبذر .. وفي أمورهم العامة .. وهو منصت ومهتم ويشاركهم بتعليق لا يخلو من المرح .. فترى الصعب وقد هان على الشاكي .. والعسِر إلى تيسير .. وحتى حل الخصام يكون حضوره في المشكلة يعني حلها .. لا يبخل لا بالنصيحة ولا بالمال .
كان حُميدياً من طينة محمودة ـــ رحمة الله على أبي نجيب ورضوانه!