كلمات: عبدالله هادي سبيت ، لحن : فضل محمد اللحجي ، غناء: فضل محمد اللحجي ومحمد سعد عبدالله
المقام: حجاز اليمن (دوكاه) ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل
يسيل (تُبَن) بالحياة فيسقي الزروع وأعنابها. هنا البساتين: (الحسيني والعرائس والحبيل) تفيض بالفاكهة والرياحين، وعلى عدوتي الوادي تصطفّ القرى مكللة "مألّلَـه" بالغلال وأصناف الخضار، والمزارعون إما يفلحون أو يحصدون ، يستعينون بالرقص والغناء للتغلب على الإعياء.
هنا ظلّ الفرح فرحاً وزاد .. سرى الهوى في البلاد ، وجرى الماء في كل واد ؛ وشرب الطين والرواد، واستقام على رأس كل عُبَر راقصٌ وعوّاد . يُحَمِّلُ الجمال اللحجي على ظهور الجمال، وتسير "السديرة" قصيدة وأغنية، بالشعر الزلال، والشاعر للمحبوب المنقّش كصاحبي الجابري الأبيني "يتئلل تألاّل"، ليس للحجي على بعاد المحبوب طافة ولا طول باع ، يبدأ الحلا في لحج من اللغة وينتهي في الطباع.
يوم الهناء والمَسرَّة
يا فرحتك يا فؤادي * سال سيل الهناء * فاحت زهور المحبة
با نقطف الفن زهره / يوم الهناء والمسرة
* * *
بذوبك يا فؤادي * في كؤوس المُنى * بنسكب العمر سكبة
ما بين خمره وسكره / يوم الهناء والمسرة
* * *
باصب ثورة ودادي * في كؤوس الغناء * كلّين يشرب بقلبه
يسكب ملأ الكأس عمره ــــ يوم الهناء والمسرة
* * *
يا ساعة الأنس دومي * با نصب الهموم * من قلب فايض بفنه
حيث الهوى فاض بحره ــــ يوم الهناء والمسرة
* * *
في الكاس ذابت همومي * والمحبة تزوم * هيمان في وسط جنة
يرسل لي الحب نشرة ـــ يوم الهناء والمسرة
* * *
قلبي يراقص نجومي * فوق كأسي يحوم * قد كان في وسط دنه
يسقي الحَبَب روح فنّه ـــ يوم الهناء والمسرة
* * *
قد طاب بالحب أنسي / ينثر على الحفل نفسي
يسقيني اليوم أمسي / أفراح في كرْم بكره
يوم الهناء والمسرة
* * *
هذا الهوى سال سيله * والسحابة سكوب * والزهر يرسل فؤاده
ألحان طابت بزفره ـــ يوم الهناء والمسرة
* * *
هذا الغناء سار ميله * وسط بحر القلوب * والورد يشكي سهاده
جرّح جفونه بسهره ــــ يوم الهناء والمسرة
با نقطع الدهر قيلة * والقيامه غروب * كلين يعصر وداده
قد ذاب سره وجهره ــــ يوم الهناء والمسرة
با نعصر الفن كله / كرمه وغصنه وظله
يالله بها اليوم يالله ـــــ يوم الهناء والمسرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م.. نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.
المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وله ( يا الله درك غارة) وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.
الشاعر والمطرب: محمد سعد عبدالله صالح اللحجي (1939 ـ 2002). ولد بحارة (الحاو) بحوطة لحج. كان والده المطرب سعد عبدالله صالح اللحجي واحداً من أوائل مطربي لحج، وله أغاني مسجلة على الاسطوانات مثال أغنية (خلاك يا زين خلاك) على اسطوانات جعفرفون، كما كان أخوه محسن عبدالله عازفاً على آلة الترومبيت بالفرقة العسكرية لسلطان لحج، وقد ورث عنهما ولداهما محمد سعد وأحمد محسن (الشلن) محبة الطرب فأصبحا مطربين مشهورين. وصار محمد سعد علماً في الغناء اليمني، ألف الأغاني ولحنها وتميز بإتقانه أداء ألوان الغناء اليمني الأربعة فكان لوحده مدرسة قائمة برأسها. له أكثر من 130 نص غنائي نشرها في ديوانه: (لهيب الشوق). من أغانيه: (سرى الليل يا خلان)، (يوم الهناء والمسرة)، (مد لي يا زين يدك)،( يا ناس)، (محلا السمر جنبك)، (ما بأ بديل)، (سبّوح يا قدوس)، (أعز الناس)، (أيش همّني).. توفي بمدينة عدن في 16 إبريل 2002م. نشرنا عنه بصحيفة عدن مقالة : " محمد سعد عبدالله حبيب المرأة وصديقها"، مثبته بالمدونة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحن وغناء: فضل محمد اللحجي