أهل الوفاء من طلابي
في عيون النابهين من طلابنا نرى أنفسنا. الطالب الشاطر مرآة معلمه، والوفاء والعرفان هبة المحيط السنيّة فتكون هذه الخصال في الناشيء على ما كان عوّده أبوه.
صنع الجميل والمعروف فطرة محبة، والوفاء ورد الجميل ميزة تأتي المرء عبر الجينات ومع حليب الأم .. ومن طلابي أوفياء تجذّرتً في وجدانهم معلماً لا ينفكون يعودونه ويسألون عنه في كل مناسبة وحين طمعاً في بركة المعلم ودعائه :
ومن طلابي المميزين يوسف علي الجعدي وعبدالعزيز عبدالله الخوبري من أهل خوبر. درستهما في كلية التربية الضالع.
فأما يوسف الجعدي ففيه ملامح وتصرفات "الشيخ" القبلي ، هادئ قليل الكلام ثقيل الفعل ، فيه كرم وتقدير كبير لمعلميه. بعد الكلية هاجر يوسف إلى أمريكا .. ومن هناك لما يزل يسأل ويتنشّد عن معلمه. الله يحفظه ويباركه ويسعده.
وأما عبدالعزيز عبدالله فهو خوبري جميل آخر ، فيه نباهة وكان يسأل ويحب التعليم، وفيه براءة عجيبة وودّ ، وله نفس رضيّة؛ ويشي سلوكه بحسن تربيته وبأصله الطيب. بعد الجامعة هاجر إلى بريطانيا ولمّا يزل يسأل عن معلمه ودعواتي له بالعاافية والسلامة والنور.
ولا أنسى كيف نسق محمد ويوسف الجعدي وعبدالعزيز ومجاهد الشاعري لي لقاء مع راوية الشعر في الضالع المغفور له العم مهدي عبدالله حسن الباقري، وقضيت بمعية د. عبدالودود الهاشمي وعبدالرقيب لميح في خوبر يومذاك مقيل شعر عامي صافي مطيور. وبلدة خوبر مشهورة بأهلها المتعلمين ومنهم القضاة والأطباء والمعلمين.
علي أحمد سعيد الغُريري من قعطبة، واحد من طلابي في كلية التربية ـ الضالع قبل عشر سنوات. هو طالب نبيه ومدرس ورجل ذو شأن في قريته وعند ناسه ، إنه يتحدّر من أسرة كريمة مؤصلة هم مشائخ قعطبة. وصار الغريري ذي شأن يوم احتلّ منا القلب لدماثته وصدقه ومحبته للأدب والعلم، وقد أطلقنا عليه يوم كنا هناك اسم (أدونيس قعطبة) لتوافق اسمه مع أدونيس إسبر. لهذا الحكيم رأي ونظم شعري جميل .. هذا المستنير من أحب طلابي وأقربهم إلى قلبي .. فيه ود كثير وعرفان وافر. بالغريري والجعدي والخوبري وأمثالهم أفتخر وأفاخر. ما أروع أن يتذكّر المعلم طلابه ومريدوه ..
عافاكم وسلمكم أيها الأوفياء!