مقيبرة بلدة يسكنها العياضي والصبيحي: علوان وآل الطحس مناصب (سنوي بن حسن)، وآل ظفر من يافع، وآل صويلح ، وآل دنّم، وآل سعد، وحاصل ودبَأ بيقط وكبع وعِشْوَة والعِسِر ومحمد مهدي وشلّوها واليامي .. وفيها المشائخ آل بكرين نقائل من حضرموت، ويسكنها العجّيلة ومنهم الشيخ فضل موسى أحمد العجيلي.
كان فضل موسى العجيلي (1912ــ 1987) متعهد المشروبات الغازية في نوبة عياض وأخواتها .. نشهد سيارته النيسان بيك آب الزرقاء تنزّل قوارير (الكيتي): البيبسي والستيم والرمان والليمون مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع وتحمل الفارغ .. ويجلب مع المشروبات من الشركة في عدن لوحات الدعايا المعدنية فيعلّق صالح ناجي على واجهة دكانته لوحة القطة تشرب الكولا ، ومثله يفعل المداكنة: يحيى كبع وكوفية في نوبة عياض والغرام في مقيبرة .. واستولت القطة المرسومة على إسم المشروب فكان المزارع اللحجي يقول لصاحب الدكان: "يا وليد هات لي حبة كيتي"، ولكم شربنا صغاراً (الكيتي) وكان طعمه في الأعياد والمناسبات مضغوطاً بالحلا والبهجة ..
كانت يد الشيخ العجيلي مبسوطة، وكان لا يتأخر عن مساعدة محتاج ، ولا يغيب عن مخدرة فالجبر في المشائخ العجّيلة طبع أصيل .. كان حضور فضل موسى حفلة الزواج تشريفاً للعريس كبيراً، وكان لا يقصّر في جبر (الحريو) برقصة يؤديها بإتقان وهدوء وخاصة إذا كان محيي الحفلة مطربه المفضل فيصل علوي .. الذي لطالما خبّرنا زميلي (فضل بن علي محمد مهدي) بخنّتة المعهودة متباهياً بصداقتهم لفيصل قائلاً: " .. وخرّج عمي فضل من كمره جرادة حمراء ولقاها لبن علوي".. وكان رفد العجيلي للعريس كبيراً ؛ فحين يرمي في البالدي جرادة حمراء فإنها تملأ ربعه ــ ذلك أن راتب الموظف وقتذاك ثلاثمائة شلن.
في محيا فضل موسى هيبة ورزانة وعلى جبينه علامة الشجاعة. عاش محترماً ومهاباً فإذا شاهد الشباب الذين يلعبون الورق سيارته، وبينهم (بَشكَل) ، تركوا (البطة) وتفرقوا خوفاً واحترماً لكبير مقيبرة. وكان فضل عاقلاً رحيماً .. كان سميّه فضل عبدالله بامرحلة الحضرمي مساعده في قيادة سيارة الحمول خاصته، وكان إبناً له لا عاملاً فقد تبناه لأن ذريته كلها إناث ؛ وكان بامرحلة نعم الإبن المطيع الأمين.
رحمة الله عليهم أجمعين أحياء وميتين!
-------------------
• الكيتي: اسم تصغير وتحبيب للقطة بالإنكليزية؛ وكانت القطة ترسم على أغطية القوارير فنجمعها ونلعب بها صغاراً لعبة الكياتي. البالدي: الجردل. الحريو : العريس.