إنزياح المعنى في تورية (الفيد)
المحبّة يا رجال
-------------------------------
السَّلَبُ: ما يُسلب ويؤخذ قهراً. أخَذَ سَلَب القتيل : أي ما معه من ثياب وسلاحٍ ودابة.
ومثلما أخرج الأمير العبدلي هذا المعنى من مجال السطو والقتل والموت، الذي هو أسلوب حياة القبيلي العامهة في الظلام، إلى بستان المحبة والعشق اللحجي الحلال، أخرج (ربيب العبادلة) معنى (الفيد) وهو ما يغتنم بالسلب والنهب ، من صحارى الموت إلى بساتين الحياة.
لا يغير الشاعر اللحجي على الموتى ليسلبهم حرَّ الكلام، كما قال ابن الرومي في البحتري، بل هو مبدع في تناول الموروث. إذا طرق معنىً لغيره أمسى معه ذهباً خالصاً. يبني على غرار اللحن لأنه أعجبه، ثم يخرج بذلك اللحن من موضعه الى موضوع آخر. والأجمل من ذلك أن يخرج معانٍ قديمةً متهرئة إلى دنيا التجدد والخلود كقول صالح فقيه مخرجاً " الفيد" من ميدان السلب والنهب والبغض والموت إلى بستان الحب والحياة، قال:
قـال (بو فضل سالم ) سبّتك يا مهيد * عدّمتني الفيد ذي قدني من العصر شوفه
كَـــوْد (ابو بـــــكر) با يحكم عليّ بقيـد * يا ليــــد وش هَـــم سالم لا تقضّت شفوفه
قال بوزيد لاشي تحسب القصد صيد * ما هوْ من العَيْــد ، ذا غـاني منقّش كفوفه
و" ربيب العبادلة "مثل سلاطينه يتضاءل أمام المحبوب حتى لا يبقى له في حضن المحبوبة ظلاً :
ليت ياليت، والله ، من يقـــع له عُبيد * يبات يرشف من المبسم ، وينشف عروفه
إنه مغتلم عبدليّ لحجيّ آخر لا يأبه للعاقبة..
.
المحبّة يا رجال!