شريط

2‏/6‏/2023

طرب لحجي: سرى الهوى ركّب عَشْي

كلمات ولحن: الأمير عبدالحميد عبدالكريم العبدلي ، غناء: فيصل علوي وعبود زين 


في هذه القصيدة نجد شاعراً مطبوعاً يدرك أسرار اللغة فيُخْرج منها الأصوات التي يريدها ، كما أفلح كل الفلاح في اختيار الروي والقافية ، وكان موفقاً في تسكين القافية فضاعف همّه وشوقه بعد تنفيس . غاب التشبيه وتألقت الاستعارة ، وسار الحزن صادقاً في كل بيت وبلغ ذروته في مناجاة الشاعر لدهره :

 قسيت يا وقتي كثير ، وزاد فحْسَك والعِناد / تنذرْ وتتوَعَّد تقوُل لي: يا أدادك بالأَداد

إنّ هذه القصيدة واحدة من وثبات الأمير القليلة والوثبات هي التي تعمل الشاعر الكبير؛ الشاعر الذي يرى في الأشياء أشياء غيرها.

image

 سرى الهوى ركّب عَشي  

سرى الهوى ركّب عَشْي يمطر على رأس الفؤاد

            وسال سيـــــل الشـوق سقّى طينْ قلبي والــرَّواد

تهيّـج الخــــاطر ، وشبّت نــــار في وسْط الكِبـاد

            قـــد احتـرق قلبي مـن الفُـرقة ولازَمَني السُّهــاد

وتراكمت الأشجـان ضـاق الحـال زاد الوجـد زاد

            حنين قلبي والهوى أعـلـن على صبري الجهـاد

تـذكّــر الخـــاطر ظبــاء حَيْط (المخرّج والخداد)

           ومَن سكَنْ (حَبِيْل بن عبدالله) وقرية (بن زيـاد)

حُكى حُكى أنسى الأحبـــة والمخـــادر والعِيَــاد

           أعيــاد في أعـيــــاد في تلك المواسم والحصـاد

يا ليـت وقتي بايسـاعــــــدني ويــــأتي بالمُــراد

           يسمح بوصل الزين ساجي العين بفاتنتي سُعاد  

قَسيتْ يا وقتيْ كـثـيــر ، وزاد فَحْسَكْ والعنــــاد

             تنذرْ وتـتــوَعَّــــد تقــــول لي:  يا أدادك بالأداد

وانــا على الله مُتَّكِـــلْ ،  ربّــيْ عليه الإعتمــاد

           ديني وإيمـــاني سـلاحي وصــواريخي المُضـاد

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* نظمت في 12/1/1987م

طاب يازين السمر1المفردات: ركّب عَشْي: رَكَّبَ وراكَبَ أي راكمَ والعَشْي: هو ما تراكم من السحاب فوق بعضها وقت العشاء بما ينذر بمطر فسيل. طين قلبي: الطِّين هو قطعة الأرض الزراعية. الرَّوَاد: الأرض الزراعية الواقعة بمحاذاة الوادي. حيط: بستان وسُمي بذلك لتحويطه بسور من اللِّبْن. المحرّج والخداد: المخرج إسم ساقية يستقي منها بستان الحبيل ، والخداد اسم قرية بجوار الحبيل. حبيل عبدالله: بستان الأمير عبدالله محسن جد الشاعر ويقع بقريتي (الحبيل) و(الزيادي). فحسك: عنادك، والفحس هو الإمعان في العناد وتكرار القيام بالفعل الشين. الأداد: الفعل المُنكَر والفظيع العظيم تجمع على إدد وإداد.

عبدوه عبدالكريم2الشاعر: الأمير عبدالحميد عبدالكريم العبدلي ( 1919 ــ 2006 ). شاعر غزلي وملحن مجيد. ولد بحوطة لحج وتوفي بها. عمل وكيلاً للداخلية على عهد السلطنة العبدلية. عُرف ببساطته ومرحه وعنفوانه وعزّة نفسه. شعره غنائي يتميز بالرقة والتدفق والتلوين. من أشهر قصائده: (ليه يا زين ما شان)، (يا المحبين)، (سرى الهوى ركّب عَشيْ)، (دمّال) و(وا ذي عزمت الحسيني)؛ ومن ألحانه: لصالح فقيه (الدهر كله عمارة)، ولسبيت: (يا قلبي تصبّر) و (يحسب انه بعيد مع فضل محمد اللحجي) و(يا ابن الغرام). له ديوان شعر هو ( طاب يا زين السمر) طبعتان. توفي في الحوطة في 27 سبتمبر 2006م/6 رمضان 1427هـ.

المطرب الكبير فيصل علويالمطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.

عبود الربانالمطرب: عبود زين محمد السقاف ويعرف بـ(عبود خواجة) وخواجة لقب لأبيه. أما هو فالجماهير تلقبه (ربان الطرب) ولد في 29 نوفمبر 1972م بقرية الوهط بلحج. والوهط بلدة علم وأدب وطرب منها نبغ شعراء غنائيون مميزون مثال سالم زين عدس ومهدي علي حمدون ومنها بزغ المطرب الشهير محمد صالح حمدون رحمهم الله جميعاً. بدأ الغناء صغيراً في العام 1984م وقد تعهده المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي وذاعت شهرته إلى كل اليمن وخارجها. عبود هو خلاصة رؤوس الطرب الكبار في لحج، يؤدي ألوان الغناء اليمني على تنوعها واختلافها, بإتقان وبإطراب لا تجده عند سواه. لذلك وجدت اللحجيين والصناعنة واليوافع والحضارمة وأهل الحديدة وأهل الجزيرة يفسحون له في صدور مخادرهم ومحافلهم ومجالسهم. وإلى جودة غنائه وإطرابه، يتفرّد عبود في عزفه على آلة العود فيأتي بما يبهر الحس ويسعد الوجدان. نشرنا فيه بمجلة الثقافية وصحيفة الأيام مقالات: "الوهط دار المسرة"، "الصاعد من مقام الروَاد" و "فرحة العود في طرب عبود".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 غناء: علوي فيصل علوي