شريط

25‏/6‏/2023

الفرح المنضود : طبول المجاذيب

الفرح المنضود مع الهاشمي عبدالودود في بلاد الهنود
طبول المجاذيب
-------------------------
في مساء 13 سبتمبر 2016 خرجنا ـ الهاشمي وعمار وأنا ـ إلى جول مندي وكان الهنود يحتفلون بعيد جانيش، إله الخير والحظ السعيد، وتحمس الهاشمي وقتها ونزل المدارة الهندوسية وأخذ الطبل الكبير وقرع مع القارعين .. ومن ليلتها وابن عمي "تطنبل" أي يداهمه شوق لقرع الطبل أحياناً.
وفي إحدى خرجاتنا الليلية المعتادة أخذنا أبو محمد إلى ساحة تدريب عزف الطبول في الطريق إلى (نيراللابازار) .. وشاهدنا هناك أكثر من خمسين متدرباً يقرعون الطبول بالعصيّ ..
وبعد شهر تقريباً خرجنا إلى (باتان جيت) لنشرب عصير العاط والمانجو . مشينا حتى وصلنا عند ثمثال باتان فشاهدنا معرض طبول للبيع، وقف الهاشمي عبدالودود ينظر ويقول لي:
ـــ يا سيد أنا أفكر أشتري طاسة. الطاسة صوتها رنان قوي ومشهورة عندنا كونها طبلة (البَرَع) وهي اخت (المرفع) ذو الصوت الأجش .. هيا اشتر معي خلنا نروح معنا انا طاسة وانت إيقاع.. شعنا بانروح على نصف راتب الماجستير وبانتعب ..
ـــ أجبته: أنا طلعت الهند بلا عود ولا رباب، ولكن ــ والحال كما قلت ـ فاشتر أنت الطاسة و"تروّح" الضالع قربع لبن جيلان وابن علوان، وانا با أشتري طار وبادفّ به لعبدالله بن حسن ولسفيان .ــ. نحن سادة يا سيّد !"
شرعنا نبايع الهندي: (How much Rupees, Saheb) .. رنّ موبايلي الصيني فإذا المتصلة أختي تطمأن علي فقلت نحن بخير، المطر تمطر هنا الآن ومعي عمار وودود، نحن عند ابو الطبول، معانا الهاشمي يشتي يشتري طاسة ويباني أشتري كماه. قالت: آو آو عاد با تعقلوا .. قلت لها: عبدالودود ماشي تراجع ولا توارع يبى الا طاسه"..
ـــ قالت: يعني طرحتوا الدراسة ورحتوا بعد الطار والطاسة؟


مسكت الهاشمي من يده وقلت : خلنا أول نروح المشرب وبعدين بانرجع للطاسة والطار. دخلنا المشرب وطلبنا عصير العاط وآيسكريم ومانجو .. شربنا ورجعنا عند التمثال حيث الطبول وفرزة الركشات .. ورنّ موبايل سيد هاشمي .. فتحه وفتح السماعة ويصيح:
_ـ نعم ، ألوووووو .. أيوه يا دكتوره، نحن بخير خرجنا نشتري عشاء والآن هنا تمطر ..
ـــ واا عبودوود، ق احنا داعمات لكم وصارفات وصابرات نشتيكم تروحوا لنا دكاترة مش مجاذيب!
واطلقنا ضحكة مدوية أدهشت سائقي الركشات وأرتج لها تمثال باتان وتلفّت ..

--------------------------------
• باتان (Patan) هو فارس هندي يضرب به المثل في الشجاعة، ويقابله في أدبنا عنترة. ونقول في عدن مورّين: هذا عامل نفسه بتان أي بطل شجاع.