الوادي الفياض من طرائف نوبة عياض
دار الشيخ أحمد عوض عياض: خزنة القروش والأساطير
كانت قريتي (نوبة عياض) ولمّا تزل تزهو بالغلال والثمار والخضار، وتلبس الأخضرَ القلوبُ والأجساد؛ والسيل يشق طريقه عبر سوق القرية المنظم فترى الرجال يشربون الشاي على كراسي من خشب وضعت على حواف (عُبر الدكاكين) يستمعون للراديو في منظر مدهش ما حمل القمندان أن أطلق عليها لقب (آسيا الصغرى). فنظم صالح الجابري مفتخراً:
هي بلدة عبدالله بهايس عياض ومحفوظ حسن عياض وأحمد عوض عياض والنّوَش والسلاه وسالم عزيز عياض وعبيد العاقل عياض، وعلي وحيدره فضل عياض، والفقيه سعيد عبادي والشيخ اسماعيل الصوفي والسيد عيدروس .. وطابور من العييضة ومن ساكنهم من القادمين من بلدات مختلفة من اليمن.
قدّمت نوبة عياض للحج أكبر خبير زراعي فكان مفخرة القمندان في كتابه (هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن) ، وقدمت أحد قادة شرطة السلطنة العبدلية ، وقدمت التربوي والإذاعي الكبير (عثمان عبد عون) الذي بإسمه سُميّت المدرسة الثانوية بمدينة الشيخ عثمان، وأخاه الطيار حامد عبد والمحامي خالد عبدالكريم عياض .. ومنها الشيخ عبد الله بن سعيد عبادي اللحجي مفتي الشافعية بمكة المكرمة (وهو أخ صالح ومحمد الفقيه المهاجريْن بتنزانيا ، وخال ياسر وحامد محمد سالم عزيز عياض لأمهم.
ولآل عياض في قريتنا القدح المعلى فإليهم تنتسب قريتنا وبهم تفتخر، وما تزال آثار دار جدهم الكبير (دار أحمد عوض) قائمة باطلالها وأساطيرها وحكايات الخزنات التي "تلاطم بالقروش" كما قال الشاعر العياضي بن سالم حسن مفاخراً:
جدي بنى لي دار والقى لي عُبَر * والقى لي الخزنة تلاطم بالقروش
ما تزال خرائب دار أحمد عوض عياض الكبيرة قائمة، تدور حولها الأساطير، ويمر الناس من أمامها ليلاً يجترون حكاوى الجان الذين كانوا يشتغلون حراساً لخزنة الدار .. لتحكي مآثر ذاك الشيخ العياضي البهايسي الجواد الذي اشتهر بجوده ومحبته لأرضه ولقريته ولأهلها؛ حتى أنهم حكوا لنا أن تلك الدار كانت تفيض بحركة الناس ضيوفاً وعاملين، ويسيل خير ابن بهايس بمقدار جريان أعبار فالج عياض.
--------------------------------
أغنية رخصة شل حبة
كلمات: أحمد علي النصري ، لحن: الأمير محسن بن احمد مهدي (سبط القمندان)
غناء: محمد علي دباشي (مطرب من نوبة عياض)