شريط

20‏/5‏/2023

طرب لحجي: طاب السمر يا سلام

كلمات: الأمير أحمد فضل القمندان ، لحن: فضل محمد اللحجي ، غناء: فضل اللحجي وفيصل علوي

المقام: الراست ، الإيقاع: مركّح  ( 4/4 هاجر+ مرواسين )

لقد كان القمندان مجمرة دائمة الاشتعال ؛ بخورها مزيج من ألم العشق ووجع الطبيعة اللذيذ. ولم تزل المجمرة ترسل ريحها قصائد من نغم تملؤنا بالنور والسرور ــــــــــ  وعذب اللما يروي الظما يسلى الكدر / يجلي البصر لهل الهوى يطفي سقر ، يا سلااام:

طاب السَّمر ياسلام  

طاب السمر يا زين أي طابْ السمرْ

          مع كحيـــــــــل العين والبــدر الأغر

ساعة صفا تجلي همومي والضجر

          ما خــــاب يا أهـــل المودة مَنْ صَبَر

معكم بصر في ذا الهوى معكم بصر

          يبـــــات قلبي فـي المحبــــــة ما يقر

غنت على البانه حمـــايم في السحر

          تثنت الأغصـــــــان وانشــق القمــر

يا بــدر في الآفــاق شعشـع أو ظهر

          لك في السويـــدا والحَشَــا مني مقر

حكمـه على العشــاق نافــــذ لو أمر

          كــــــأنَّ حكمـــه في بني آدم قــــــدر

عذب اللما يروي الظما يسلى الكدر

         يجلي البصر لأهل الهوى يطفي سقر

جعـدي الشعرهندي النظر ماذا بشر

          بُعــــده خطــر يا ما سبى يا ما أسـر

يا ما نهب يا ما اغتصب يا ما سحر

          يُهْـــــدَر دمهْ مَن خالف الغـاني هدر

ومركب الدخّــــــان في بحــره شمر

          ضـاعت على الربــــــان أرقام الدِّيَر

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القمندان2الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.

ديوان القمندان2ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في  أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).

الموسيقار فضل محمد اللحجي2المطرب: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة  عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة. 

المطرب فيصل علوي2المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لحن وغناء: فضل محمد اللحجي 


غناء: فيصل علوي