شريط

27‏/5‏/2023

وا أباه .. مات علي الطيري

بعد نصف ساعة جاء الطفل محمد بن عبدالله كوفية إلى الورشة يبكي.. سأله أبوه: وراك تبكي؟ أجاب: "وا باه مات علي الطيري" .. بهت الأب وقال: الآن خرج من عندي ؟! دمعت عيناه وحوقل، وقال لولده: طيب روّح وانا ببند الورشة وبا ألحقك".. فعاد الطفل إلى بيتهم الذي عند السوق القديم.

أغلق عبدالله الورشة، وسار إلى داره. دخل دامعاً يخبر أهل بيته: "قبل نص ساعة كان عندي مخزن وطلع سيكل إلى لحج، لا حول ولا قوة إلا بالله. سألوه من هو؟ قال: علي الطيري. قالوا له: ما سمعنا . التفت نحو ولده وسأله: أنت من قال لك أن الطيري مات؟

أجاب: أنا شفته

ــ وين شفته؟

ــ شفته مرجوم في القاع

ــ كيف مرجوم في القاع؟

قال: أنا جيت رجمت البسم ووقعت الحجر في الطيري

ــ أيش من طيري يا إبني؟

ــ قال الطيري حقي اللي أشترته لي بعشرة ريال


ضرب عبدالله بكفه على جبينه، وحضن ابنه قائلاً: الله يحفظك ويحفظ علي الطيري، باشتري لك بداله ..

لم يقل الطفل مات حقّي الطيري بل "مات عليْ الطيري" أي عليَّ وفي ذلك القاء اللوم على نفسه كمتسبب، وفيه دعوة خفيّه لأبيه ليشتري له طيراً آخر.

ولأن جو الحرب والموت قد ثبت في الذهن، فعلت التورية في جملة "مات علي الطيري" في سامعها فعلها ..

طول العمر بالصحة والعافية والنور والسرور لضو نوبتنا ووجهها الطيب ومرحها صاحبي علي صالح الطيري.