كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل (القمندان) ، غناء: يسلم حسن صالح
تاجر العرب وتجروا واغتنوا ولما يزل اللحجي وابن عمه الأبيني "ما يبأ مال بن مسعود أو باسويد / ولا الذهب ذي في الخزنات حمرا حروفه ". إذا أحب الشاعر اللحجي أخلص في حبه كل الإخلاص، ولكنه لا يقدر على تحمل الصد والهجران . إنه في الحب كالشاعر الدميح عاشق لا يتوارع و"مش يتراجع"، وخاصة إذا طعم. هوذا العبدلي وقد تخلف عن وعده محبوبه يهدد ويتوعد: افتح الباب ولاّ / بايقع دوب قبقاب/ يا حُقيب الخضاب :
نورد هذه الأغنية بصوت المطرب يسلم حسن صالح عن أسطوانات في الخمسينات ونجد فيها أبياتاً ليست مثبوتة بديوان القمندان ولا يغنيها فيصل علوي مثال قوله: ( تحسب الكذب يا ذا بايفيد والتقلعاب / لا متى ذا العقاب ، والنبي ما اقربك لولا الهوى صابني صاب / صاب وسط الحجاب)؛ ويؤديها بلحن آخر غير اللحن المسموع. ونقدمها بصوت المطرب اللحجي حسن “المهنا” على رابط فيديو. ونورد الأغنية بصوت فيصل علوي من حفلة شعبية بلحج (مخدرة) وهي من أعذب ما غنى وفيها تجده سلطاناً في الأداء وفي العزف وتتحقق من أنه ، رحمه الله ، سلطان الطرب في جزيرة العرب. وأهديها لروح صديقي الحبيب عادل سالم مبروك مرجعنا الثقيل الذي كان أهداها لي قبلاً .. رحمة الله عليه.
يا زين ليه التقلاب
ليه وعدني وعاب / قفّـل على نفسه البــاب / يـا حقَـيـب الخضــاب
افتـــــــح البـــاب / وإلا با يقــع دوب قبقاب / أوجــس القلـب ذاب
ليه ضاع الحساب / تسلق حزيـــران في آب / قــد كشفنا النقـــاب
المحبــــةْ عـــذابْ / مَن صـابهْ الله بها صابْ / ذاكْ فصــلْ الخطـابْ
في الحسيني مست / خيرة جمـاعة وأصحـاب / والسمر طـاب طاب
يسحبــوا الأنــــس / بين الفل والورد سحباب / في جنـــاين عجاب
ثمَّ صــوت الربــاب / والعــود والماء ينســاب / والمطر والسَّحـاب
اسكبـوا لي شـراب / قهــــوة قرنفـــل وعنّـاب / بعـــد ماء الكــزاب
قــد دَنَا الأنس كـان / قــاب قوسيـن أو قـــــاب / فاسقني والصحاب
اسقني ….. اسقني / مَن أنكــر العشق كــذاب / قـال غيـر الصواب
ليه ؟ ليـــه العتـــاب / ما فيـش للعِتْب أسبـــاب / من سعى فيه خاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: عاب: ارتكب فعلاً معيباً بخلفه لوعده لي. يا حُقَيب: يا عيباه، ويا خسارة. قبقاب: الطرق المتواصل. أوجس: أحس، أنظر القلب ذاب، ألا تشعر. تسلُق حزيران في آب: تَبذر الأرض في غير وقتها. الحُسيني: بستان واسع بلحج مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين هي:بستان الحسيني والرمادة وغرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس أشجار الفواكه من الهند كالاترنج والليمون والعاط والخرنوب والشيكو، والبيذان والمانجو والتمبل وغيرها؛ ومن الرياحين الفل والكاذي والنرجس والياسمين والخوع والحنون وغيرها. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها عن لحج العدد 84 نوفمبر 1965م. وآخرون. خيرة جماعة: هذه الكلمة طُبعت بديوان القمندان بتصحيف (= خبرة) فغنوها بالباء وليس بالياء (خبرة جماعة) والخُبْرة والجماعة بمعنىً، وغنى يسلم بمرادفها (جُملة حبايب)، والصحيح (خيرة جماعة) لأن من شروط الأُنس خير الأصحاب، ولقد انتبه للأمر المطرب عبود زين. عنّاب: فاكهة حمراء اللون حباتها كالعنب تستعمل في اليمن دواء لإزالة التهاب الحنجرة (الشحاب).
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف وألقينا محاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.
المطرب: حسن عبدالله علي الملقب بـ(المهنا). من مواليد عام 1945م. مغني لحجي من بلدة بئر أحمد ــ لحج. مطرب ومؤدٍ جيد لصوت الدان اللحجي. من أغانيه (يا المحبين) من كلمات ولحن الأمير عبدوه عبدالكريم، و( سيبوه ) ، ومن كلمات والحان أحمد سعيد دبأ (كفى يا قرة العين)، ومن أحلى داناته لتلفزيون عدن: دان وأغنية ( المحبة عذاب ) و (دان واطير) الذي أداه مقدمة لمسلسل (شروا ) لإذاعة عدن وهو من كلمات عبدالله بوقعي صاحب الفيوش.
المطرب: يسلم حسن صالح ( 1942 ــ 1978 ). من مواليد مدينة الحوطة ـ لحج. درس في المدرسة المحسنية. واشتغل بالهيئة العامة للسينما مديراً لسينما الحوطة. هو مطرب ذو صوت رخيم، وممثّل جيد وأول من عمل فلماً روائياً في اليمن وهو بعنوان: (من السيف إلى القصر) أنتجه وأخرجه جعفر البهري لتلفزيون عدن عام 1965م، وقد صورت مشاهده في قرية الخداد وبستان عبدالقوي بلحج.، وفيه غنى أغنيته المشهورة: (يا شقي في يوم عيدك) من شعر احمد عباد الحسيني ولحن صلاح كرد. انضم في العام 1958م إلى الندوة اللحجية الموسيقية(الثانية) بقيادة صلاح كرد. وغنى من شعر الحسيني ( أوصفك يعجز لساني) وسجلها في الستينات في بيروت ـ لبنان. ومن أغانيه: (دق القاع) كلمات النصري ولحن الأمير محسن بن احمد مهدي ،( حيثما المحبوب ساكن) كلمات السيد اللبن ولحن صلاح كرد، (يا نجوم الليل أنتم لي شهود) كلمات السيد سالم زين عدس و(شو هذا الحرد) كلمات الأمير صالح مهدي العولقي، ولحن صلاح كرد. توفي في طريق عودته من السعودية إلى لحج عام 1980م.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غناء: يسلم حسن صالح