شريط

14‏/5‏/2023

منيتي ما لي سواه

كلمات ولحن: عبدالله هادي سبيت ، غناء: فيصل علوي

المقام: العراق ، الإيقاع: المركّح

إبن هادي سبيت لحجي؛ ولحج هي نبع المعرفة الصافي المتجدد، وهي نهر الطرب الحي. على قممها السود نصبَ بنوها عروشاً لودٍّ ونكرح، منارتِ هدىً أولى، وفي بطون وديانها السيالة جعلوا لعبقر مسكناً مقدساً، ومن جمال سفوحها العامرة بالخضرة والثمار نظموا أناشيدَ وأغانٍ ألهمت الناس وما تزال، ومن بخورها وعفصها والفاغية حفروا لأيزوس وعسرخ في ذهن الأسطورة مجداً عاليا.

واعتجنت الأسطورة اللحجية بالنغمة الهاطلة فكان لنا بذلك دفء اللون وموئل الطرب؛ قال الشاعر الفرنسي دوبان: "الشعب الذي لا أساطير له يموت من البرد " ــــــــــ منيتي ما لي سواه :


منيتي ما لي سواه 

كلمـا صـنّفـت با بـــــــــدّلْ ســواهْ

قــــال لي ذا القلب : والله انك تُبَاهْ / حِسّـكْ قفـاه

ما معك شي روح قد روحك معاه

* * *

بعت عمـرك دَينْ فـي سِبّة هـواهْ

ليت ذا يكفيـــه ، يا ليتـــه كفـــــاه / ما له وَرَاهْ

قد فتحْ سمعهْ ومَن جاء له وَشَاه

* * *

من بديــع الحُسن ربي قد كساه

عاد ورده في خـــــــدوده والشفاه / ما حَـدْ جناه

جـلَّ مَن أعطاهْ مِن حُسنهْ مُناه

* * *

يبتسم لي الدهر في ساعة صفاه

آه منّــــه آه ما أمــــــرر جفــــاه / ما احلى رضاه

منيتــي حِبّـــه وباحِبّــه وبــــــاه

* * *

طول عمري ما اتركه ما انسى هواه

ذا لقلبي ســــاعة البَــرْدَة دفـــــاه / غايـــــة مُناه

ذا عميلي ما اتركه طــول الحياه

* * *

اسألوني اســـــألوني يا هـــــواهْ

واتركوا ذاك الذي زاد فـي ادّعاهْ / ذي هـوه تاه

ذاك ذي يمشي تهـــرول لا وراهْ

* * *

لا رجفْ قلبي من الفرحة دعاه

وانْ سَبَح فكري من السَّبحهْ قفاه / بعده وراه

حيثما ولـّى مولّــــــــع به يُبـَاه


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المفردات: صنّفت: فكّرت. تباه: تبغاه، تريده. سِبّة: بسبب. ما له وراه: ماذا جرى له. محّد جناه: ما أحد؛ لم يجنه أحد. عميلي: من أتعامل معه وأشتري منه.

الشاعر والملحن: عبدالله هادي سبيت ( 1918 ـ 2007 ) شاعر غنائي مجيد، وملحن وعازف ومغني متميز. ولد بالحوطة ـ لحج. عمل وكيلاً للمعارف في السلطنة اللحجية سنة 1948م.كان واحداً من رواد النهضة الفنية التي أسسها الأمير أحمد فضل القمندان بلحج. يستقيم شعره على الصورة ورقة المفردة وموسيقيتها وفيه تضمينات و(allusions) تدل على سعة قراءته في الأدب العربي. كتب ولحن القصيدة الغنائية والوطنية ، وكتب النشيد الديني. يجنح بعض شعره الغزلي نحو الصوفية. من أغانيه المشهورة: (يا باهي الجبين)، التي تغنّت بها كل اليمن عام 1957م، (القمر كم با يذكرني جبينك يا حبيبي)، (سألتني عن هوايا فتناثرت شظايا) و(هويته وحبيته) التي بثتها إذاعة صوت العرب بصوت إسكندر ثابت، (لما متى يبعد وهو مني قريب) التي غناها إبن حمدون وطلال مداح.. ترك لنا عدة دواوين منها: (الدموع الضاحكة)، (مع الفجر)، عام 1963م، (الفلاح والأرض) ملحمة شعرية بالعامية نشرت عام 1964م، (الصامتون) عام 1964م و (أناشيد الحياة) 1974م، و(رجوع إلى الله) بالفصحى عام 1974م.. نشرنا عنه كتاب: (عيش بالمرّ نشوانْ) وضم المداخلات التي قدمت في ندوة كلية التربية ـ صبر، لحج في 17 يونيو 1996م. توفي في 22 ابريل 2007م بمدينة تعز وقبره فيها.

المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. صوته كثير الأفانين ، فيه شجىً وشجنٌ يبيد ، لذيذ في جوابه والقرار. فيه نَفَس رجولي جليل ، وفيه نغمٌ أخّاذ تميحُ فيه المعاني وتتركّح. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غناء: فيصل علوي