شريط

28‏/5‏/2023

في دولة آباد مع الطبيبة الكولمبية

الفرح المنضود مع الهاشمي عبدالودود في بلاد الهنود
في دولة آباد مع الطبيبة الكولمبية
-------------------------------------------

ومن آثار أورانج آباد التي أخذنا إليها زميلنا د. خالد الصومعي قلعة دولة آباد (Daulatabad Fort) وتعرف أيضاً بـ(Devagiri)، وهي قلعة تاريخية محصنة تقع في قرية Daulatabad قرب أورانج آباد الهند. كانت عاصمة سلالة يادافا من القرن التاسع إلى الرابع عشر ميلادي، ولفترة وجيزة عاصمة سلطنة دلهي ، ثم عاصمة ثانوية لسلطنة أحمد نجر.
ولما بلغنا نصف الطريق صاعدين إلى القلعة، التقينا بطبية كولومبية ودليلتها الهندية، ودار بيننا حديث السواح وعرفنا أن الشابة البيضاء الجميلة كولمبية وأنها تدرس الطب في الهند، والتقف الهاشمي الخيط فأخبرها بالإنجليزي أنا نشبه بعضنا فنحن طلاب عرب قدمنا للدراسة مثلها لنيل الدكتوراه في اللغة الإنكليزية، وأيّد الصومعي قول زميله، وأكد أبو زاهر قول زميليه ، وتناول الهاشمي حبل الحديث وذهب يشرح مواطن التشابه بيننا كسياح أجانب وكطلاب علم، واسترسل مع الأمريكية الجنوبية الكاريبية يتحدث عن بنما وفنزويلا وبوجوتا والأكوادور حتى اندهشت من شطارته في التاريخ والجغرافيا إضافة إلى طلاقته في الإنكليزية. وكاد هذا الهاشمي الحديث والمعاصر أن يردد قول ذاك الهاشمي الأموي في صاحبته هند:
إنما أهلك جيران لنا * إنما نحن وهم شيء أحد ...
فالتفتت نحوي لما رأتني صامتاً ــ وقد وقع الحافر على الحافر ــ فقلت: "تشابهتا تأكدمَتا" .. وتوقفت عن الصعود إلى قمة القلعة متعذراً بأني تعبت.
ووثّقت كاميرا دليلنا الصومعي كثيراً من تلك اللحظات، ونشر بعضها في الفيسبوك، فأشعلت في قلوب النسوان في الوطن ناراً .. وصبرن وكتمن حتى عدنا إلى بلادنا موفقين مقبولين للدراسة.
ولما حان وقت العودة إلى الهند قالت النسوان: "نطلع معكم وإلا ما فيش طلعة. لن نترككم في الهند تدوروا على حلّ شنباتكم". وكاد أمر دراسة الدكتوراه يتعطل فليس هناك منحة ولا إعانة من الجامعة ولا المالية، كل الأمر قائم على نفقتنا الشخصية .. وكنا نتابع الجامعة يومياً لعلنا نجد منفذاً .. وانفرجت حين تعهدت جامعتنا بصرف تذاكر سفر للمبتعث وزوجته واثنين من أولاده فقط واستلفتها من طيران اليمنية ـــ لم تسدد حتى الآن؟ولما أنهينا الدراسة عدنا إلى عدن على حسابنا ، حيث رفض مكتب "شركة طيران اليمنية" في مومباي تذاكره التي معنا .. وروحت وولدي عمار مومباي ـ عدن بـ (72 ألف روبية هندية = 360 ألف ريال يمني)
وصار في أورانج آباد عائلات لحجيات .. صارت زوجات الدكاترة يلتقين ويخرجن يتبضعن ويتواتين بل ويحضرن زواجات وأفراح جاراتهن الهنديات ، وارتد أثر ذلك إيجاباً على الأزواج واستقرارهم الدراسي .. فالأكلات مطبوخة على طريقة بلادنا ... ونالنا.أنا وولديّ عمار وفهد نصيباً من تلك الطباخة في رمضان والأعياد والمناسبات ..