كلمات: عوض كريشة ، لحن: أحمد سالم مهيد ، غناء: فيصل علوي
ترك المطرب (علوي سعد الوتيدي) لأولاده: زين ومنيرة وأسماء وفيصل عوداً، وبقرة صفراء، ومهنّد من خشب وطين .. وهي سُنّة جارية أن يُوَرَّث اللحجي إمّا عوداً أو عموداً. وألحق الموت زين وأختاه بأبيهم في نفس العام، فكان الميراث السنيّ من نصيب ابن السنة.
"الحاضر يعلم الغائب" دق المسحرّاتي على الطبلة ، فتجمّع أهل ( الشقعة ) في (الصُّلبي) ، منام السالمي ، هناك أشهد العم عبدالسلام سعد الناس على قراره. دخلا الحوطة المحروسة فإذا هي ترفل في ثياب النغم العبدلي، زاهية بسلطانها فضل بن علي العبدلي ..
لم يكتف ابن علوي بالساعة المحددة يومياً لتعلم العزف على آلة العود.. وما هي إلا أشهر حتى صار والعود خويّين متخاويين، وصدقت نبوءة سالم النوم (عاقل الشقعة): "علوي ما مات" ـــــ وليش يا قلبي جظر / دوب يمسي في شعيله ..
فوش له قلبي صبَر
ما التفت لفتــة نظر * راح مني هو وهيْ له
ليـش يا قلبي جظر * دوب يمسي في شعيله
دان:
من يــــوم الى يوم * يقول لي أنتظر با جيك
يهــوين غُبني عليك * خليتني مُفتكـــر فيــك
ما طـــــــاعني النوم * طول الليــــل با ناديك
حـــرام بالله عليـك * يكفيك عذابي ويرضيك
* * *
كنت أشوفـك الخُضُر * دائماً عـــــابر سبيله
والألـم فيني كثُر * ما رضيت تسمح تجي له
رد قـــال لي بفتكر * با يجي يوم بَسْتضي له
لا تقول راسي كبر * ما معي في اليــد حيله
ـــــــــــــــــــــ
المفردات: جظر: ضَجِرَ (بالإستبدال). وهيْ له: أي ما عاد شاهدته بعدها. غُبني عليك: يا لظُلمك؛ والمَغبون لغةً من ظلمه أهله؛ وينطقها اللحوج واليوافع (أُبني) بالألف لتعذّر وجود حرف الغين في نطقهم. مُفتكِر فيك: أي متعجّب ومندهش من تصرفك. بَسْتضي: با أستضي، أي سأتفرّغ له (أسلطط عليه ضوئي). راسي كبر: تعبير لحجي متداول بمعنى لم أتغير ولست أفعل ذلك تكبّراً.
الشاعر: عوض أحمد كريشة (ت. 1975) من مواليد الحوطة لحج. شاعر غنائي جميل، في شعره بساطة وعفوية وصدق. من أغانيه: (يا فاتن جمالك يسحرني دلالك)، (يا ناسي المعروف) و(محتار في الشوق والظن) ، (جاني الزهر شت)، (كل شي با نجي عليه حتى ولو طال الزمن) ، (ما نسيته) و(يا ضنيني) ( أخي الكادح) وجميعها من ألحان أحمد سالم مهيد النصري الذي شكل مع الشاعر كريشة ثنائياً جميلاً إبان قيام (ندوة تبن الموسيقية) في أواخر الستينات وكان معهم عازف الكمان الشهير والملحن هادي سعد شميلة عم الفنان فيصل علوي المتوفى في 1979م.
الملحن: أحمد سالم مُهَيْد النَّصْري (1940 ــ 1981) من مواليد الحوطة ـ لحج. وله ألحان تشنف الآذان من مثل: (يا فاتن جمالك)، (يا ضنيني ) (يا عنب في البستان) ، (أنا با اصبر على كذبك)، (يا ناسي المعروف أنا ما نسى ولو أنت نسيت) و(محتار بين الشوق والظن) ، (أنا كادح وانت يا أخي مثلي) .. وجميعها من كلمات الشاعر عوض أحمد كريشة الذي شكل مع مهيد ثنائياً جميلاً إبان قيام (ندوة تبن الموسيقية) في أواخر الستينات التي كان مقرها (خلوة الرعوي) وكان معهم عم فيصل علوي الملحن وعازف الكمان الأول بلحج هادي سعد شميلة المُتوفى عام 1979م، وكان لهؤلاء اسهام كبير في تجديد الألحان وتبسيط المعنى والإسهام في إشهار المطرب فيصل علوي. ومن ألحانه (صوت الهاون يشجيني) من كلمات أحمد عباد الحسيني وغناها فيصل علوي. وغنى من كلماته ولحنه: (حوشت به كيف قل به)، (بشْرب العذب صافي من خيار المناهل)، وكذلك (لا بكى خلوه يبكي) ، (ما اختلفنا يا حبيبي) و(ليه الظلم) والظاهر أنها من كلماته أيضاً. توفي في حوطة لحج عام 1981م.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غناء: فيصل علوي