طرب لحجي: ليه الجفا يا منيتي

كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل القمندان ، غناء: مهدي درويش وفيصل علوي وعبود زين ورمزي والبصلي

المقام: الحسيني على درجة النوى  ، الإيقاع: شرح لحجي ثقيل (سلطاني)

الشاعر اللحجي قنوع إلاّ من الهوى والموسيقى. إذا جافاه المحبوب جنّ جنونه، وإذا وعده المحبوب وأخلف فقد السيطرة على مشاعره، وذهب ثلثان من عقله. ليس له صبر، وهو يفتقر إلى مثل كياسة ابن زيدون حيث الاقتناع من المحبوب بلحظ البصر، والرضى بتسليمه المختصر. بل هو حتى لا يحذر من لحظات الرقيب، فقد أعماه عشقه المتأجج وأنساه أن الهوى يُستَدام بالحذر. غير أنه عبدلي الطبع والخاطر والفهم ؛ فمتى وصل به وجده حدود العشق القصوى حضّر عقله وارعوى، وعاتب واشتكى ؛ يشكو من محبوبه إليه ، وما أعذب أن تشيّع الشكيّة في المسامع على عود الشيخ يحيى العقربي وتسجع بها حناجر عبدلية: مهدي درويش والربان الزين ورمزي والبصلي ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليه ولهان   

ليه الجفــاء يا مُنـيـتـي ليه الجفــاء * ليلة صفاء جُدْ باللقاء ليلة صفاء

أنت من أهل الجـود من أهل الوفاء * أنت دفـا البــــــردان يا نعم الدفا

أنت الذي عجز القريـــض بأن يفي * أوصافك الحسنى فأوجـز واكتفى

أنت سلا البـــــاكين مثلك من عفا * وما سواكم في الهوى همزة وفاء

وفي اللما من شهدك الصافي شفا * كفى كفى الهجران يا سـيدي كفى

وبقربكم قــــــد زال همّي وانتفى * من بعدكم يا سيدي على الدنيا العفا

أسعى إليكم يا عيـــــوني في الخفا * يا ما اسخف العــذّال يا ما أسخفا

فــــــــــلا تمــــــاطلني ولا تتســوّفا * عبدك فسامـح إن أساءَ وإنْ هفا

لن أبـــــــرحَ البـــابَ عسى ولعلني * أحظى وألقى في هـــواكم مَنْصَفا

صبراً لجـــــــــور هواكَ حين أذلّني * ليكون في يـــــــوم التـلاقي أحتُفَا

عطفاً عليَّ ، فِـــــــــداكَ ، إنّي هائمٌ * دنِفٌ تعـــــــذّبَ في الهوى وتعفّفا

حاشا أسيرُك أنْ يُضـــــام وترتضي * حاشـاك أفنى في الهوى أو أُتلفا

فعـــلامَ ينفي المرءُ أعراضَ الهوى * وتثبتُ الأقـــــــدارُ يــوماً ما نفى

طــــــــــوعاً رضيتُ ولم أكُنْ مُتأفِّفَا * كــــــلا ولا أشكو الهوى أو أنكفا

فلِـــــمَ تخاصمني إذن وأنا الــــــذي * لا طــــالباً حكمـــاً .. ولا مُستأنفا

وأرى عـــــذابك في الهوى عذباً فلا * ألقـــــاك إلا بالوداعة والوفـــاء

أنت الذي أزرى قوامـــــــــك بالقنــا * وجعلتَ من عينيك سيفــاً مُرهَفا

ما عِبتُ فيـك سوى لحاظــــكَ حكّمتْ * فينا سهامَها والقـــوام الأهيفــا

وأسلت ماء فــي (الحُسيني) سائحــاً * وممدتُ ظـــلاً في رياضهِ وارفا

وسقيتني كـــــــأس المُـــدامة سائغاً * ودسستَ حبّكَ في فؤادي فاختفى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المطرب: مهدي درويش فرْدين ( 1944 ــ 2008 ). ولد بحوطة لحج حارة مساوى. درس في المدرسة المحسنية، ثم اشتغل ممرضاً بمستشفى الحوطة. هو مطرب مقل مجيد ، وله صوت مُطرِب ومُفرح، فيه شجو آسر ، إعتمد عليه الأستاذ عبدالله هادي سبيت عند توثيقه لألحان لحج وإيقاعاتها المتعددة. بدأ الغناء صغيراً عام 1956م؛ وكانت أولى أغنيه (يا للي تركت الدمع) وغناها على مسرح (البادري) بعدن ونال بها شهرة واسعة.. ثم انقطع عن الغناء لظروف اجتماعية لفترة. وبعدها عاد ليضيف إلى ديوان الغناء اللحجي روائع أخرى منها: (حالي يا عنب رازقي) و( يقولوا لي الهوى قسمة)، (يا اللي تركت الدمع) . توفي عام 2008 بالحوطة.

 

المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. من أجمل أغنية: ( رب غفار واحنا منها بانولي) من شعر الدبا ، (أنا بري من ذنوبه) من شعر القمندان ولحن فضل ماطر بِجَبل عقربي، و (شن ماطر على حيط لحسان) و(كلما جيت شوفك) ، (صابر على ما فيني يا ضنيني)،( ليه ولهان ـ ليه الجفاء) و(باتحمم على شاطي البحيرة… نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.

المطرب: أيمن علي صالح البصلي. عقربي من مواليد الحسوة، ومن تلاميذ الأستاذ الملحن الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لأيمن صوت يسيل كماء الوادي الكبير وقد التقى مع وادي عابرين وسارا متقاودين إلى دوش الحسوة. من أحلى أغانيه: (ليه الجفاء يا منيتي) من شعر ولحن الأمير القمندان، (خاين وعيّاب)، (يتحرشوا لي ونا عابر سبيل) من شعر ولحن مسرور، (وراه ذي طال شرعي فيه) من شعر ولحن أحمد سعيد دبأ .. وغيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 لحن القمندان أداء مهدي درويش لأذاعة عدن عام 1971م 

غناء: أيمن البُصلي

الأغنية فيديو أداء رمزي محمد حسين  ( https://www.youtube.com/watch?v=h2A-RsD_0Mo )