نظمت في 1357هـ / 1938م
كلمات: الأمير أحمد فضل القمندان، لحن: الموسيقار فضل محمد اللحجي، غناء: فيصل علوي
المقام: السيكاه ، الإيقاع: المركّح ( 4/4 هاجر +2 مرواس )
يسيل المجرى الأدبي بمحاذاة الوادي الكبير من غير انقطاع. أشعار وأوتار، ومغنونَ وسمّار، وصحافة وندوات ونواد .. يعجُّ بالدان الأثير، وتضجُّ الموافي بالخمير والفطير، ومن خدور البدور يهبُّ البخور بالسرور ، ويحتل القرمش والمضروب صدورَ الموائد العامرة. أسقط اللحجيّ من شعار طرفة الحرب، وأبقى على "ذات الخباء المعمَّدِ"، لكنه لم يشترطها بهكنة (سمينة) فاللحجيات نحيلات رشيقات كغصون البان؛ وما البانُ إلاّ نبتةٌ من تُبَن.
إنّ اتباع القلب في هواه طبع في اللحجي عُرفَ به ، وفي عصيان المحبوب له نار ضرام. متى هجره المحبوب وجدته يحنّ ويئن ويشكو ، ويعلن معاناته على الملأ :
يا قلبْ ما لـكْ بالبكـــاء والأنين * ربك على هـــذا الهوى با يعين
علـى فراق الزين تمسي حزين * تشكي علـى القراء والسامعين
ما شفت حَـــــدْ إلا حبيبك حَسِين * حتى ظبا الجنــة ولا الحورعين
أو أنت في أمر المحبـــــة فطين * عرفت خلّك مسك والناس طين
* * *
يا قلب أمر الحب هـــــــذا عجبْ * كالصُبرْ ، واحياناً حَـلا كالرطَبْ
حتى مَ يا قلب الشُّكـــــا والتعب * أشربْ فإنَّ الرَّاح تجلي الكَـرَب
من دمعــــــة العنقود ماء العنب * شعشوعة فـــي كأسها كالذهب
وسوف يقضي الله لــك ما أحــب * ما عذر ما ترضى ولو بعد حين
* * *
* * *
يا ورد في بستـان ، يا غصن بان * يا سيّـد الغــزلان ربّ الحسان
ياسَلوة الولهان مَرْوَى الظمان*من طرفك النعسان هَـبْ لي أمان
حتى متى أشكوك ، قـــــلّ البيان * لــم يبق لي إلا الضنى ترجمان
الله على هــــــذا الجفاء مستعان * شاصبر فـإن الله مع الصابرين
* * *
سَقَى رُبَـى الحوطـــــــةِ وادي تُبَنْ * دار اللقـاء حتى شوامخ عدن
سقى عهود الوصـــــل ماء الدِّمَنْ * وهـل لأيــــام اللقـاء من ثمن
عسى لقاء بعــــــد الجفـاء يا أغن * وعيشة رغــدا وسلوى ومَنْ
فــإنّ في الرحمـان لي حُســن ظن * هـوَ الذي نرجـو وبـه نستعين
ــــــــــــــــــــــــ
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ(القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد، ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدرـ منه خمس طبعات في 1943و1983و1989و 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان .. الحاضر بمجمرة رومانسية).
الملحن: الموسيقار فضل محمد اللحجي ( 1922 ــ 1967 ). ولد بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. تلقى مبادئ القراءة والكتابة والعزف على آلة العود على يد أبيه. ثم تعهد الأمير القمندان، باني النهضة الفنية بلحج، به وبزميله مسعد بن احمد حسين، وجعل منهما مطربين مشهورين في اليمن وخارجها. وقد تفرّد فضل محمد في تطوير بعض ألحان القمندان وبعض ألحان التراث بالإضافة إلى ابتداعه لألحان جديدة فحافظ على مدرسة القمندان وأضاف إليها. ويُعد فضل أفضل عازف على آلة العود في جزيرة العرب، وأكبر مطربي اليمن. عُرف ببساطته وتعاونه ومحبته للناس وعزّة نفسه. من ألحانه: (طاب السمر يا زين) ، (البدرية) و(سال لِحْسان) للقمندان؛ و(سرى الليل يا خلان) و(يا عيدوه) و(بانجناه) لسبيت؛ و(سقى الله روضة الخلان) لصالح فقيه؛ و(أخاف) و(قضيت العمر) لصالح نصيب.. وغير ذلك كثير. جمع الشاعران عيسى ونصيب سيرة حياته في كتاب: (فضل محمد اللحجي: حياته وفنه)، دار الهمداني عام 1984م. توفي في 3 فبراير 1967م ودُفن بالحوطة.
المطرب: فيصل علوي سعد ( 1949 ــ 2010 ). ولد بقرية (الشقعة) مديرية تُبَن محافظة لحج. احترف الغناء صغيراً بالتحاقه بالندوة الموسيقية اللحجية في العام 1959م بمعية كبار شعراء لحج ومطربيها. ومنها صدح بأولى أغانيه (أسألك بالحب يا فاتن جميل) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح ناصر كرد و (ورا ذي العين ذي تدمع) كلمات عوض كريشة ولحن صلاح كرد.. تميّز بعزفه الجميل على العود، وبصوته الجهوري الأخّاذ. بعد وفاة أستاذه الموسيقار فضل محمد اللحجي، غطّت شهرة (أبو باسل) كل جزيرة العرب، وغدا مطرب الجزيرة الأول بلا منازع. غنى في القاهرة وبيروت ولندن، وطاف أصقاع المعمورة يحمل شعراً ونغماً صافياً ضافياً، ومحبة وسلاماً. لقد كان أحد أعمدة الأغنية اللحجية في دورها الثالث. كتبنا عنه كتاب:(المقامة اللحجية: نحن للطرب عنوان). توفي في عدن في 7 فبراير 2010م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغنية ( مطر نيسان ) كلمات: القمندان ، لحن: فضل محمد اللحجي ، غناء: فيصل علوي