كلمات ولحن: الأمير أحمد فضل العبدلي (القمندان)، غناء: فضل كريدي ورمزي محمد حسين
لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت مهما كان طوله، وهذه ميزة أشهد أني ما وجدتها عند أحد من مطربينا المحليين.
ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ، يرغم أذنك على تتبّعه والتقاطه من بين الآلات الأخرى ، ويستحوذ على سمعك وشعورك ، ويجبرك على شكره. وتصاحبه إيقاعات تنمّ عن حذق ضاربوها وإبداعهم ، إنهم في الحقيقة يدهشوك بجديد ضربهم وبذوقهم الرفيع. وابننا موهوب ويؤدي الألوان اللحجية والصنعانية والحضرمية بإطراب واقتدار.
إنّ صوت رمزي ثروة ينبغي الاستفادة منها لتطوير الأغنية. هو مطرب موهوب ، في أدائه سلطنة وشجى لذيذ. لقد جمع بين البحروالرمل: إحساء الشعر وأوتاره ، ورمل البحر ومزماره ؛ وفي مقلوب (رمزي) ما يذكّر بالنشيد الأول ـــــــــ
هذه الأغنية أول من سجلها لإذاعة عدن هو المطرب اللحجي فضل محمد كريدي، وقد سقطت من الطبعة الثانية من ديوان القمندان (المصدر المفيد في غناء لحج الجديد). وقد وجدناها بصوتي كريدي وإبننا المطرب رمزي محمد حسين في حفلة عرس.. ورغم عدم وضوح الصوت وأداء بعض أبيات فقط وبدون ترتيب إلا أن في أداء رمزي ما يحملك على المتابعة بفرح ومتعة.
يا حبيبــي دلا بـــــي تـــــــدلاّ * حِسْ قلبي من الهجـــر تعبـان
ليه هذا الجفــــاء ليه ما شان * شنّ مــاطر على حيـط لحسان
ليه ما تأخـــــــــذوني معــاكم * يا قمــــارى على حيـــد ردفان
يا حمايم دفــــــاء كــل بردان * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
عَرّ تـــدلئ هنا عـــرّ تــــدلى * شوف ذا الصدر مزروع رمان
بس مــرة حبيبي وبا احـــــلا * شنّ مـاطرعلى حيــــط لحسان
قُلْ لذي في عـــدن والمعــــلا * والذي في جـــــــلاجل وسفيان
لا تبــواعنـــــدنا ألف أهـــــلا * شنّ مـاطرعلى حيــــط لحسان
يا عنب فــي كرومه مــــــدلّى * ليش ذا الهجـر يا فــــل نيسان
آح كـم بي من العين كحــــلا * شنّ مـاطر على حيــــط لحسا
فين ولّـــى الورش فين ولــى * دوب لا غبت يا بــــــدر شعبان
وأنت غايب على كيف با اسلى* شنّ مـاطر على حيــط لحسان
من ……. الظباء والمشــلّا * والحسيني جنـــــــاين وبستان
حيث يحلا السمر حيث يحـــلا * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
بانسقّي العنب فــي الغصــونِ * يا سحـابه على رأس شمسان
وإنْ تبأ لك عسل يا عيــــوني * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
ما انتوا إلاّ السمر باتجـــوني * بانوالهكـم على البــال والدان
كم خلفتوا وكــــم توعــــدوني * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
عـاد با تعـــــرفوا ترحمـــوني * يا مسلّي على كـــــــــل كربان
آح من بعــــــــــدكم يا غبوني * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
آح من بعـــــــــدكم سامحوني * حِسّ قلبي يبأ البحر حــــردان
وأنتوا أنساوا والاّ أذكـــروني * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
كيف يرضى حبيبي بهـــــــوني * خير لي في السفر غاب ما بان
آح يا وكنتي يا ركـــــــــــــوني * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
كنت ساهن لكم ، يا سهــوني * عاد في الأرض يا زين رحمان
ما يقــــــــع ذا الجفا تظلموني * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
أدركوا باللقـــــــــــاء لا تبوني * وافعلوا لي مشـــــاقر وريمان
ما بكــم شي سخا تفقــــــدوني * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
شن شن المطر فـي الحسيني * يروي الزهر ذي فوق الأغصان
دش دش شفت خـلّـــي بعـيـنـي * شنّ مـاطر على حيــط لحسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المفردات: دلا بي : رفقاً بي؛ تدَلاّ: ترفّق. حِسْ: أحس؛ أشعر. حيط لحسان: الحيط البستنان أحيط بسور، ولحسان أي الإحسان وهو ما يتبع قبيلة الحسّينة، والمقصود به بستان الحسيني.
الحُسيني: بستان واسع بلحج مساحته 75 فداناً يشمل عدة بساتين هي:بستان الحسيني والرمادة وغرّة العين والبحيرة وحيط البصل، وكان الأمير الشاعر قد جلب كثيراً من غروس أشجار الفواكه من الهند كالاترنج والليمون والعاط والخرنوب والشيكو، والبيذان والمانجو والتمبل وغيرها؛ ومن الرياحين الفل والكاذي والنرجس والياسمين والخوع والحنون وغيرها. ومثلت بساتين الحسيني مغاني طيبة للشاعر. وقد زار البستان لشهرته عدد من الشخصيات العربية المرموقة : من لبنان الأديب الكبير(أمين الريحاني) صاحب كتاب (ملوك العرب) عام 1952م، ومن مصر الأديب السيد محمد الغنيمي، ومن تونس عبدالعزيز الثعالبي، ومن العراق الأديب صالح جلبيت وبعثة مجلة العربي الكويتية في استطلاعها العدد 84 نوفمبر 1965م. عن لحج بعنوان: "لحج ملكة واحات الجنوب العربي"، وآخرون.
قمارى: القماري حيد بردفان بلحج. والقماري لغة ضرب من الحمام. المعلا مدينة صغيرة بمحافظة عدن. جلاجل وسفيان: قريتان من قرى لحج. ما أنتوا السمر با تجوني: ألم توعدوني بأن تأتوا لنسمر. ساهِنْ: راجي ومنتظر. يا سهوني: يا خيبة انتظاري؛ أو يا نسّايين يا من سهيتم/ نسيتم الموعد. بانوالهكم: سنتلهى بالحديث معكم.
الشاعر: الأمير أحمد فضل بن علي محسن العبدلي الملقب بـ (القمندان) (1885 ــ 1943). ولد في مدينة الحوطة محافظة لحج ـ اليمن، هو أبو الغناء اليمني ورائده في كل جزيرة العرب بلا منازع. شاعر عامي فحل، وكاتب مجيد ومؤرخ ثقة. كتب الشعر العامي فتسلل إلى قلوب الناس إذ وجدوا في أغانيه تعبيراً عن مشاعرهم وما تلتهب به أفئدتهم من لواعج الغرام. غلبت على شعر الأمير بساطة المزارع وفرحة الفلاح ؛ فالأرض والزرع والخضرة والريحان هي غاية متعته، بل كانت المرأة وسيلته للتمتع بالفاكهة والرياحين أو مكملاً ضرورياً لذلك.
ترك الأمير القمندان ديوان شعر عنوانه: "الأغاني اللحجية" صدر عن مطبعة الهلال ـ عدن عام 1938م ، ثم وسّعه وأسماه:"المصدر المفيد في غناء لحج الجديد" وصدر عن مطبعة فتاة الجزيرة ـ عدن عام 1943، ثم عن دار الهمداني ـ عدن مرتين في 1983و1989م، وفي بيروت عام 2006 . وفي التاريخ ترك كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن"(ثلاث طبعات)، وله أربع مقالات:"فصل الخطاب في تحريم العود والرباب" و"لمن النصر اليوم: لسبول الذرة أم لطبول المجاذيب؟"و"الخزائن المظلمة"و "وداع بيت على أكبار"، يجادل في الأولى السيد الحضرمي صاحب كتاب "رقية المصاب بالعود والرباب" ، ويدعو في الثانية والثالثة إلى التخلي عن الشعوذة وخرافات القرون الوسطى والسير نحو العلم والعمل والتحرر، وفي الرابعة يودع داراً استئجرها من هندي بعدن إبان الإحتلال العثماني للحج في الحرب العظمى. زاره الأديب الكبير امين الريحاني في لحج وأسماه في كتابه (ملوك العرب):"شاعر لحج وفيلسوفها" ووصفه بـ"سلك الكهربا في لحج". نشرنا عنه عدة مقالات بالمجلات والصحف ومحاضرات جمعناها في كتاب: (القمندان.. الحاضر بمجمرة رومانسية).
المطرب: فضل محمد كريدي (1943 ــ ..) ولد في حوطة لحج في أسرة فنية فوالده كان موسيقياً في الفرقة النحاسية للسلطنة العبدلية ، وأخوه الفنان المعروف حسن كريدي وأخته (فطوم) مطربة غنت وهي صغيرة ولها تسجيلات منها أغنية (ياللي على البير تبرح). بدأ فضل حياته الفنية صغيراً عام 1959م. وكانت أولى أغانيه: (إنه الوجه الجديد) من شعر أحمد عباد الحسيني ولحن صلاح كرد ترحيباً بانضمامه للندوة الموسيقية اللحجية، ومن أغنياته: (والنبي ما بفرق الزين) للقمندان وسجلها لإذاعة عدن، (يا نادي بعادي) شعر سالم زين عدس ولحن صلاح كرد، و(دامت الفرحة) من شعر الأمير صالح مهدي ولحن محمد سعد صنعاني وغنى في1968 رائعة علي عوض مغلس (يكفي أشوفك من بعيد) التي وضع الكريدي لحنها، وغنى من شعر الحميقاني (مش مشكلة) وللحجيري (على ميعاد) ، وغنى لآخرين ومازال مواصلاً عطاءه حتى اليوم. فضل عازف عود بدّاع ماهر وفي عزفه صفاء عجيب لذيذ
المطرب: رمزي محمد حسين صالح. من مواليد (الخيسة) البريقة محافظة عدن ؛ بها نشأ وتلقى تعليمه الثانوي والجامعي بكلية الإقتصاد ــ جامعة عدن. هو واحد من تلاميذ المطرب الشيخ يحيى محمد فضل العقربي. لرمزي صوت حلو ، فيه شجو وتطريب ، ويحفّ به عنفوان عجيب ، وفيه سلطنة و"جهورية" أندلسية تُذَكِّر بذاك الزمن العربي الجميل في الصقع الغربي الريّان. وفي صوت رمزي وضوح كبير ، ومدّ وامتداد مفرح حدّ أنك تسمع بوضوح حالي آخر حرف في البيت. ورمزي عازف عود ماهر لا تشبع من عزفه المتجدّد المتنوّع المبدع ،. نشرنا عنه كلمة :( رمزي .. رب غفار واحنا منّها با نولي) مثبته بالمدونة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غناء: فضل كريدي
غناء: رمزي محمد حسين